Discours de M. Attaf à l’occasion cérémonie de célébration de l’élection de l’Algérie en tant que membre non permanent au CS
Le Premier ministre, M. Aïmene Benabderrahmane a présidé, lundi à Alger, une cérémonie de célébration de l’élection de l’Algérie en tant que membre non permanent au Conseil de sécurité des Nations Unies (ONU), et ce sous le haut patronage du président de la République, M. Abdelmadjid Tebboune.
La cérémonie s’est déroulé au Centre international des conférences « Abdelatif-Rahal », en présence de hauts responsables de l’Etat et de conseillers auprès du président de la République, en sus du ministre des Affaires étrangères et de la Communauté nationale à l’étranger, Ahmed Attaf, des membres du gouvernement, et des représentants du corps diplomatique accrédité en Algérie.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الأمين
السيد الوزير الأول،
السيدات والسادة أعضاء الحكومة،
السادة المستشارون برئاسة الجمهورية،
السادة ممثلو وزارة الدفاع الوطني،
السيدات والسادة والنواب،
سعادة عميد السلك الدبلوماسي،
السيدات والسادة أعضاء السلك الدبلوماسي،
السيدات والسادة الإطارات السامية في الدولة،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
إنه لمن دواعي السرور والاعتزاز أن أتوجه إلى جمعكم الكريم هذا بالتحية والترحيب، ونحن نحتفي اليوم، تحت الرعاية السامية للسيد رئيس الجمهورية والعناية الكريمة للسيد الوزير الأول، بانتخاب الجزائر عضواً غير دائم بمجلس الأمن، وهو المنصب الذي تتأهب بلادنا لتبوئه للمرة الرابعة منذ استقلالها وانضمامها لمنظمة الأمم المتحدة.
انتخابٌ جاء هذه المرة في طابع خاص تتجلَّى سماته في الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء التي ساندت الجزائر ودعمتها بأصواتها التي بلغ عددها الــ184 صوت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أصل 192 دولة مصوتة.
انتخابٌ جاء هذه المرة بنكهة خاصة يعكسها الحماس الكبير لترشح الجزائر والزخم الأكبر الذي صاحب فترة تحضيرها للانتخابات، والتي شهدت قيام عدد هائل من الدول الشقيقة والصديقة بتأكيد دعمها لبلادنا في صورة رسائل رسمية بلغتنا من 175 دولة.
وأخيراً وليس آخراً، انتخابٌ جاء هذه المرة في حلَّة دبلوماسية متميزة من صنيع منظمات ثلاث؛ ألا وهي الاتحاد الافريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الاسلامي، التي تبنت جميعها ترشح الجزائر وعززت بهذه الخطوة حظوظ بلادنا عبر مدِّها بتأييد إقليمي ودولي واسع النطاق.
فلنا أن نفخر وأن نعتز بهذا الانجاز الذي يكرس الرؤية المتبصرة للسيد رئيس الجمهورية، ويجسد المشروع الطموح الذي بادر به لتعزيز دور بلادنا على الساحة العالمية وتجديد مساهماتها كقوة فاعلة من أجل السلم والأمن والاستقرار، وكشريك ملتزم بتحمُّل قسطه من الجهود الرامية لمواجهة التحديات والأعباء التي يفرضها راهن منظومة العلاقات الدولية.
وإن كانت انتخابات السادس من جوان قد أذنت باختتام مرحلة تحضير الاستحقاق لتعلن الانتقال لمرحلة الاستعداد لاستلام المسؤولية ومباشرتها في مجلس الأمن، إلاَّ أن حدثاً بمثل هذه الأهمية يستوجب في نظرنا الوقوف عنده، وفاءً لقيمنا التي تملي علينا أن نعترف بالفضل وأن ننسبه إلى أهله.
من هذا المنطلق، أود أن أهنئ السيد رئيس الجمهورية، بصفته صانع السياسة الخارجية لبلادنا والمشرف الأول على تنفيذها، وأثني بصفة خاصة على العناية الفائقة التي أولاها لهذا الملف في مختلف جوانبه وفي أدق تفاصيله، وعبر جميع مراحله ومحطاته التي رسَّخت أهلية الجزائر في إحقاق ما يحق لها من طموحات مشروعة وتطلعات أصيلة صادقة.
أيها الحضور الكريم،
بالقدر الذي نفخر به نظير هذا التشريف ونظير تجديد الثقة الدولية الكبيرة والغالية التي تحظى بها بلادنا على الساحة العالمية تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، فإننا ندرك تمام الإدراك ما يحمله من مسؤوليات وما ينطوي عليه من التزامات وأعباء.
إننا نعي تماماً أنها مسؤولية ثقيلة، لا يضاهي ثُقلها إلاًّ حجم التحديات الجمّة التي تواجهها المجموعة الدولية، لا سيما في المرحلة الراهنة، وأنها في ذات الحين مسؤولية نبيلة، لا يضاهي نُبلها إلاَّ قداسة المهمة الموكلة لمجلس الأمن بحفظ السلم والأمن الدوليين وتجنيب الأجيال الحاضرة والمستقبلية ويلات الحروب وتبعاتها.
ومن هذا المنظور، تتوجه الجزائر إلى مجلس الأمن محمّلةً بهموم وقضايا وآمال وتطلعات فضاءات انتمائها العربية والافريقية، التي تبنت ترشيحها بصفة مسبقة وأحاطته في لاحق المراحل بكافة سبل الدعم والسند.
وتتوجه بلادنا إلى هذه الهيئة الأممية المركزية واعيةً وعياً كاملاً بحجم التحديات وجسامة التهديدات التي تطال دول وشعوب المعمورة في ظل ما يشهده عالمنا اليوم من اضطرابات متصاعدة وتوترات متزايدة وانقسامات متفاقمة.
فممَّا لا شك فيه، أن العلاقات الدولية تمر اليوم بأزمة حادة تتجلى ملامحها في الشلل شبه التام الذي أصاب منظومة الأمن الجماعي، وفيما يشوب العمل الدولي متعدد الأطراف من غياب الفعالية وانعدام الثقة، وفيما أضحى يميز الشؤون الدولية من استقطاب ملحوظ يعيد إلى الأذهان فصولاً فظيعة من تاريخ البشرية، كُنَّا نحسب جميعاً أنها ولَّت من دون رجعة.
في هذا الإطار، وبناءً على التزامها الثابت بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، التي اختارتها شعاراً رئيسياً لحملتها الانتخابية وعنواناً جوهرياً لعهدتها المقبلة بمجلس الأمن، ستعمل الجزائر بمعية جميع الدول الأعضاء على الإسهام في ترقية وتكريس أهداف السلم والأمن التي تصبو إليها شعوب المعمورة بنفس القدر وعلى حد سواء.
ومثلما سبق وأن أكد عليه السيد رئيس الجمهورية، فإن التزام الجزائر ينعكس أيضاً عبر الأولويات التي ستسعى للدفع بها خلال عهدتها المقبلة في مجلس الأمن، والتي يمكن إدراجها في ثلاثة محاور رئيسية:
أولا، الأولويات ذات الطابع الشامل
وتتمثل هذه الأولويات في السعي نحو إعادة تفعيل وتعزيز دور العمل الدولي متعدد الأطراف في مواجهة مختلف التحديات والتهديدات التي تتجاوز أبعادها نطاق الأوطان ويتعدى مداها حدود الدول، أكانت من فعل الإنسان أو من فعل الطبيعة.
فسواء تعلق الأمر بالحروب وما يترتب عنها من مآسي، أو بآفتي الإرهاب والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها، أو بمخاطر التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، تتعهد الجزائر بالعمل في مجلس الأمن على تشجيع اعتماد مقاربات شاملة وتشاركية للمساهمة في معالجة الأسباب الجذرية لهذه التحديات مع التكفل بآثارها وأضرارها، لاسيما في الدول النامية.
ثانيا، الأولويات ذات الطابع الإقليمي
وهي الأولويات التي تفرضها الأوضاع المتأزمة في فضاءات انتمائنا الافريقية والعربية ،التي أضحت للأسف عرضةً لجميع أنواع التهديدات وموطناً للعديد من الأزمات وبؤر التوتر التي استعصى حلّها مع تعقُّد حيثياتها وتشعب أطرافها بفعل التدخلات الخارجية.
وبهذا الخصوص، ستعمل الجزائر في مجلس الأمن على تشجيع الحلول السلمية المستدامة للأزمات التي تحرم أشقائنا من نعمة الأمن والاستقرار في كل من ليبيا ومالي والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية افريقيا الوسطى والصومال واليمن وسوريا.
ومن جانب آخر، وكما كان شأنها على الدوام، ستواصل الجزائر داخل مجلس الأمن دعمها الثابت لقضيتي فلسطين والصحراء الغربية العادلتين، وستدافع عن حقوق الشعبين الفلسطيني والصحراوي في إنهاء احتلال أراضيهما المسلوبة وفق ما تنص عليه لوائح وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ثالثاً وأخيراً، الأولويات ذات الطابع المؤسساتي
باعتبارها عضواً هاماً في لجنة العشرة التابعة للاتحاد الإفريقي والمعنية بإصلاح مجلس الأمن، فإن الجزائر ستولي هذا الموضوع كل ما يستحقه من أهمية في إطار عضويتها بمجلس الأمن، لا سيما في جوانبه المتعلقة بتحسين طرق وأساليب عمل المجلس بغية إضفاء المزيد من الشفافية والديمقراطية والتشاركية على أشغاله.
كما ستعمل بلادي في هذا الإطار، على تعزيز علاقات التعاون والشراكة في مجالات السلم والأمن بين منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الاقليمية المعنية، وعلى رأسها الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية.
السيدات والسادة،
الحضور الكرام،
تلكم هي الأولويات التي تلتزم بها الجزائر، وتلكم هي العهدة التي تحددها لنفسها بكل وضوح، وتلكم هي الأهداف التي تتطلع لترقيتها وتكريسها في مجلس الأمن بروح ملؤها الصرامة والالتزام والتفاني.
وفي سبيل ذلك، ستبقى الجزائر على الدوام وفية لقناعاتها الراسخة حول ضرورة وحتمية تكريس حق جميع الشعوب في الحرية، وحق جميع الأمم في الأمن والأمان، وحق جميع الدول في السيادة وفي صنع قراراتها بذاتها وتحديد سياساتها بأيديها.
ولا يسعني في الختام، إلاَّ أن أجدد التعبير باسم السيد رئيس الجمهورية عن عظيم شكرنا وعميق عرفاننا لكل من الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي، على تبنيها لترشح الجزائر وعلى إحاطة هذه الخطوة الهامة بكافة سبل الدعم والعناية.
كما لا يفوتني أن أجدد نفس عبارات الشكر والعرفان لجميع الدول الشقيقة والصديقة التي غمرتنا بدعمها وأثلجت صدورنا بأصواتها الغزيرة يوم الثلاثاء المنصرم خلال جلسة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أتمنى أن يتواصل هذا الدعم وأن يتعزز أكثر في المستقبل القريب حين تباشر الجزائر مهامها بمجلس الأمن حتى نتمكن من تحقيق ما نصبو إليه من أهداف نبيلة ستعود، إن شاء المولى عز وجل، بالخير والأمان والطمأنينة والرفاه على البشرية جمعاء.
شكرا على كرم الإصغاء وحسن المتابعة
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته